بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
كانت جامعة القرويين في عهد الاحتلال الفرنسي مقرّاً لتعبئة الثوار والمحتجين ضد السياسات الاستعمارية الفرنسية البغيضة، ومهدا لإعداد الأبطال.
فـ" جامع القرويين كان يزلزل أركان الاستعمار، وكان الاستعمار يحسب له ألف حساب! إن الاستعمار كان يخاف من خريجي القرويين أكثر مما كان يخاف من رجال الأحزاب السياسية! وخريجو القرويين كانوا هم المجاهدين حقا، إذ كانوا هم الذين أنشئوا الحركة الجهادية في المغرب.
كما كانت أروقته وأفنيته ملتقى الرعيل الأول من رواد الحركة الوطنية أثناء الاحتلال الفرنسي للمغرب ومنه انطلقت (ال) مظاهرات ( ضد ) هذا الاستعمار عقب الصلوات.
وظلت – القرويين- هي المعقل الوحيد علمياً وسياسياً ودينياً واقفة ضد المستعمر في كل زمان ومكان – كما قال الدكتور عبد الهادي التازي.
ومنها انطلقت شرارة الثورة المغربية ضد هذا المحتل الغاشم، واحتجاجا على توقيع معاهدة الحماية الفرنسية في عام 1912 والتي رد عليها الفرنسيون الغزاة بوحشية حيث ارتكبوا أكبر مذبحة تشهدها فاس في تاريخها المعاصر، قتل الفرنسيون فيها أكثر من 800 من الأهالي، وكانت سببا مباشراً في نقل العاصمة السياسية إلى الرباط.
كما " لعب جامع القرويين دورًا كبيرًا في التمهيد لثورة عبد الكريم الخطابي الذي أبلى البلاء الحسن في محاربة الفرنسيين والأسبان.
ولم يحقد الفرنسيون على شيء في المغرب، قدر حقدهم على جامعة القرويين. فقد كان الجنرال الاستعماري الفرنسي ''ليوطي'' ينعتها بالبيت ''المظلم'' جراء الاحتجاجات وحركات الفدائيين.