Magic Kaito إدارة المنتدى
المشاركات : 1402
نقاط التميز : 7743 التقييم : 57 تاريخ التسجيل : 09/12/2011 العمر : 30 الوظيفة : student المزاج : awesome الأنمي المفضل : Dragonball
| موضوع: ليلة الدّخلة ... بقلمي....,, 8/1/2012, 2:19 pm | |
| ليلة الدّخلة
دخل العريسان لعشّ الزّوجيّة و أغلقا الباب بتأنّ مصطنع ففي داخلهما لهفة من فرح يكاد يطير بهما، كيف لا و هما يدخلان معا إلى جنّة الخلود !
تبدّدت شيئا فشيئا مظاهر الصّخب من ساحة البيت بعد ليلة ليلاء من العزف و الرّقص و الغناء… و بدأ الانتظار وخيّم السّكون !
في زاوية من زوايا السّاحة تربّعت عجوز في خريف عمرها أنهكها التّعب و هي تغالب النّعاس فتغلبه بحرارة انتظار خلاص ابنها الوحيد الذّي أذاقته تقلّبات الحياة كلّ أصناف المرارة من يتم وفقر و مرض و بطالة و غيرها !
في الزّاوية المقابلة، تجلس أمّ العروس و مظاهر الغنى بادية على كلّ شيء فيها، امرأة تكاد تبلغ سنّ اليأس و مع ذلك مازالت تحتفظ بنضرة الشّباب، إنّها تنتظر، دون أن يبدو ذلك على وجهها، خلاص ابنتها المدلّلة !
مضى الوقت مسرعا وطال الانتظار !
و بدأت الهواجس تدبّ إلى المرأتين !
استرجعت أمّ العريس حادثة و قعت لابنها منذ سنتين تقريبا.. لقد سقط من على نخلة في واحة عمّه كان يقصّ عراجينها إذْ أفقد توازنه عرجون مثقّل بتمره كان يحاول إنزاله ! من ألطاف الله أنّ الابن لم يصب بأذى كبير سوى انزلاق غضروفي بسيط فهل يكون هذا هو السّبب؟ !
نظرت العجوز إلى المرأة الأخرى نظرة فيها ما فيها من الأسرار ثمّ طأطأت رأسها بمرارة !
لم تكن أمّ العروس بأحسن حال من العجوز ! فقد تذكّرت هي الأخرى أنّها ذات يوم بينما كانت تهمّ بوضع الملابس في الغسّالة لاحظت بقعة من أثر دم في أحد الملابس الدّاخليّة لابنتها المراهقة فانتابتها الشّكوك لكنّها تجاهلت الأمر لعدّة أسباب ! و هي الآن تحاول تذكّر تفاصيل التّفاصيل فتكبر الهواجس أكثر فأكثر ! نظرت إلى العجوز نظرة حادة ثمّ رفعت رأسها في كبرياء يخفي وراءه ما يخفيه !
- أين وزير السّلطان؟ أين هو ليرى ما الأمر؟ صاح أحد الرجال!
دقّ الوزير باب الغرفة دقّا خفيفا فلم يرد عليه أحد و لكنّه سمع أصواتا متسارعة تشبه النّهيج تنبعث من الدّاخل فتبسّم و قال للمنتظرين في استحياء: لا للإزعاج من فضلكم، ثمّ انصرف.
طال الانتظار ساعات كانّها الدّهر كلّه !
و حدث في السّاحة هرج و مرج و تلاسنت المرأتان و صار كلّ واحد من الحاضرين يؤوّل الأمر كما يشاء .
عاد الوزير ثانية و أرهف سمعه فلم يسمع سوى أزيز مروحة هوائية فدقّ على الباب بقوّة مرّة تلو مرّة، نادى بأعلى صوته على السّلطان ولكن لا حياة لمن تنادي !
تجمّع الناس حول الباب في صخب و هلع، و صاح أحدهم: لا بدّ من خلع الباب ! و لكن من سيجرأ على ذلك؟ و أيّ موقف سيحصل إذا كان العريسان قد غرقا في سبات عميق ربّما عاريين؟ !
بعد أخذ و ردّ استقرّ الرأي على أن يخرج كلّ الحاضرين من البيت و لا يبقى سوى الوزير و زوجته لتنفيذ المهّمة.
خُلع الباب دون عناء كبير و دخلا الزّوجين الغرفة في وجل و يا لهول ما رأيا !
على فراش أبيض، ناصع البياض، جثّتان هامدتان شبه عاريتين، و قطرات دم جفّت على ثوب العروس و بالقرب من الفراش منضدة عليها بقايا أكل !
بجًلَد يفوق حدود الخيال غطّى الزوجان العريسين بغطاء يستر عورتيهما و خرجا في ذهول كاد أن يشلّهما عن الحركة.
و ما هي إلّا لحظات حتى عمّ المكان صراخ و نحيب بمرارة العلقم !
و بعد ثلاثة أيّام كشف تقرير الطبيب الشرعي أنّ الوفاة كانت بسبب مادة سامة ذات فاعليّة عالية كانت موجودة في الطّعام.
شُيّع العروسان في جنازة مهيبة إلى مثواهما الأخير و بقيت الشائعات تتناقلها ألسن النّاس لمدة طويلة لم تكن كافية لكي يصل التّحقيق في القضيّة لتحديد الفاعلِ !
انتهى
| |
|