ليس لدي خبرة كبيرة، ليس لدي جرأة كبيرة، لكنني سأحاول، وستأتي الجرة والخبرة مع المحاولة...
أرجو أن تنال إعجابكم
*
*
*
*
حنين و أمل
...هل يمكن أن تفعل شيئا فضيعا في حياتك ولا تحاسب عليه؟هل يمكن أن تنسى ما فعلته دون أن يؤثر على حياتك بعده؟ هل يمكن أن لا يكتشفه أحد ويظل لغزا في أذهان الناس؟ بينما تعرف أنت تفاصيله وتبقى في كتمان ؟ وفي تلك الظروف هل ستقدر أن تكفر عن ذنبك ؟ والأهم من ذلك، هل ستستطيع يوما ... أن تسامح نفسك؟
*******
"امسحوا الأطباق جيدا،نحن لا نرضى بأن يترك أحد قليلا من طعامه في الطبق، هذا أمر!"
"السيدة جليلة تصرخ بوجه مجموعة من الأطفال الجدد في دار الرعاية، إنها كالعادة طريقتها في إظهار صرامة القواعد في هذا المكان، مع أن أولئك الأطفال ، حين يعتادون على الأمور هنا مثلنا ، ستبدو لهم هذه الدار مختلفة تماما . لقد عشت هنا منذ ولادتي ، أعرف كل صغيرة وكبيرة ، أعرف من ترك المكان منذ جئت، أعرف كل من جاء، كل من سيغادر، و... كل من لن يغادر .أولئك الأطفال الجدد ،البعض منهم بل أغلبيتهم قدموا إلى هنا بعد الزلزال الذي ضرب في الساحل الغربي منذ أسبوعين ، الكثيرون فقدوا عائلاتهم في مثل هذه الحوادث ، والبعض فقدوا ممتلكاتهم فلم يجدوا مأوى غير هذا . مجموعة الأطفال الآخرين تتنوع أسباب قدومهم من هرب من المنازل ، أو من فقر مدقع ، أو حتى من أمراض عقلية . السيدة جليلة هي مديرة المركز، إنها امرأة كثيرة الصراخ، وطباعها سيئة، لكنها تقوم بعملها بشكل جيد، وقراراتها كثيرا ما تكون عادلة. العمال هنا تغمرهم المشاكل من حافة الرأس إلى أخمص القدمين، حتى أنني أحيانا أظن أن وضعهم أسوأ من وضع الموجودين هنا، وهذا أمر لا غرابة فيه، فلولا مصاعب الحياة لما كانوا يعملون في مكان كهذا."
"ربما لا يجب أن تقولي هذا، أنت لا تعلمين مقدار الأجر الذي يكسبونه "
"الكثيرون يقولون هذا، لكن الله أعلم إن كانوا يعنون ما يقولونه .
لم يبق في هذا الوقت أناس يعملون لكسب الأجر، الجميع يبحثون عن أعمال تكسبهم أموالا أكثر ، كلهم يبحثون عن فرصة لزيادة الربح، وأنا لا ألومهم على أية حال، خاصة بمثل هذه الأسعار المرتفعة لكل شيء ."
"أيوفرون احتياجاتكم كلها هنا؟"
"أظن ذلك ، أجل...، لكن معظم ما نرتديه أو نأخذه للمدرسة، هو صدقة من أناس أوفر حظا ..."
"أأنت غاضبة من هذا المكان ؟"
"ماذا... لا ...، أعني ... لقد كنت غاضبة، ليس الآن ، لكن ...الأسبوع الماضي ...عندما مات ذلك الصبي ...، اسمه وليد ... شخص ما دس له الحبوب في القهوة، ترك عائلته وهرب يلاحقها ، حتى انتهى به المطاف هنا مصابا بنزيف داخلي جراء شجاره مع أحد صبيان المافيا، يبدو أنه لا أحد انتبه لإصابته هذه ، ...بكل الأحوال ، هو قد مات ...، وعمره لا يتجاوز 12 سنة ، هنا أمامنا، لم يترك شيئا سوى درس لنا جميعا بأن نزيد حذرنا أكثر عندما نخرج من هذه الجدران ، البعض منا يسلكون تلك الطريق المنحرفة ، دون علم مديرة المركز أو زوجها السيد عمران "
"ولكنكم تعلمون بأمرهم ، ألم تحاولوا إيقافهم ، ربما إن أخبرتم المسؤولين عنهم سيفيدهم ذلك "
"ربما تريد طرح السؤال بطريقة أخرى : لقد كنت هنا منذ ولادتك ، أليس القاطنون هنا بمثابة عائلتك ؟ ألا تحسين بواجب نصحهم؟...لأكون صريحة ...لا ، هذه ليست عائلتي لم تكن كذلك أبدا ...، ولن تكون، دار الرعاية مجرد محطة يتوقف عندها القطار حاملا مجموعة من الناس يستريحون من أعباء الحياة وقسوتها، ثم يواصلون رحلتهم في قطار آخر، ولا يتركون أحدا فيها، لا يجب أن يبقى فيها أحد، لأنها لا تحمل مستقبلا. في النهاية ...يجب أن نركب القطار ، لا فائدة من التعلق بأشخاص سيرحلون ..."
"بطريقة ما ، كلامك صحيح إنه ليس واجبك ، أنت فتاة صغيرة ، واجب الإصلاح يقع على عاتق أشخاص آخرين . ولكن كرجل يفوق عمره الخمسين ، علي أن أخبرك أن الحياة كلها محطات، إن أردت فعل الخير فيها، عليك أن تحاولي مساعدة كل من تمرين بهم".
"معك حق في هذا، لكن يبقى القرار الصائب هنا هو اختيار الأنانية."
"حسنا ...أنا ...لم أتطرق بعد للموضوع الذي جئت من أجله"
"تفضل أنا أسمعك "
"بما أنك جئت على ذكر القطار، ما رأيك أن تكوني أحد راكبيه "
"هل تحاول أن تعرض علي شيئا ما لست أفهمك ؟"
"أمل ...هل تقبلين أن أكفلك؟"
"ماذا...؟."
الجزء الثاني قريبا بقلمي:"إما"
أحب كثيرا أن أسمع آراءكم