اعتبر الباحث محمد صايب ميزات أن الجزائر تواجه ثلاثة تحديات، وهي تشغيل الشباب وديناميكية العمل الموازي ونوعية التكوين، وهذا خلال محاضرة ألقاها أمس بالملتقى الوطني حول ''راهن العلاقة بين الشغل والتكوين'' يومي 5 و6 أكتوبر بالمركز الوطني للبحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية بوهران.
وركز منظمو الملتقى في المداخلات الأولى، على عرض سياسة التكوين من الجانب المؤسساتي، من خلال محاضرات ممثلة وزارة التكوين المهني وممثلة عن المدير الولائي لنفس القطاع والمدير الولائي لمديرية الشغل، لإظهار التفاوت الموجود بين الخطاب المركزي والمحلي مع بقية الشركاء. وشمل الشطر الثاني من برنامج المحاضرات آراء المختصين في التكوين والشغل، من بينهم مراد صادو حول تجربة الشراكة بين الجزائر وألمانيا حول التكوين المهني، محمد صايب ميزات ''بانوراما حول سوق العمل في الجزائر: تحديات جديدة''، محمد بهلول'' إشكالية التكوين والشغل''.
وعرض نوار فؤاد ومجاهدي مصطفى، من قسم أنثروبولوجيا التربية وأنظمة التكوين، نتائج ''تحقيق ميداني أجري خلال السداسي الثاني من سنة 2009 حول قطاع الأشغال العمومية''، في ثلاث ولايات غربية هي وهران، تلمسان وغليزان، واستجواب 363 عامل في خمسة مواقع حول ظروف العمل وضعف إقبال الشباب على هذه المهن، رغم الطلب المتزايد عليها في سوق العمل. واستخلص الباحث بأن نظرة المجتمع السلبية لمهنة عامل في أشغال البناء أحد أسباب نفور الشباب من هذه المهنة.
واتضح أن تسريح أكثـر من 162 ألف عامل من قطاع البناء خلال نهاية التسعينيات، حسب إحصائيات المفتشية العامة للعمل، حال دون نقل الخبرة المكتسبة من طرف العمال المؤهلين. كما فشلت الوكالة الوطنية للتأمين عن البطالة في مهمتها الأساسية، المتمثلة في مرافقة العمال المسرّحين وتكوينهم لتغيير النشاط. وقد كان لهذه المعطيات انعكاسات سلبية على مشروع المليون سكن، والعراقيل التي اعترضت تجسيده في الآجال المحددة في غياب يد عاملة مؤهلة، مما أدى إلى جلب عمالة أجنبية.