شــوق ورجاء
إنّ الـصـداقـة في الحياة نــوادرٌ أغْــلى الـمعـاش لـمن يكون يثابرُ
لآنـت مـرافـقة الأنـاث وأصبـحتْ مـن بـيـنهـن فـتاة ثوبـها أخضرُ
إنـي قـرأتُ الـحـزن فـي نظراتها لـكـنـها رغْــم الـتجـاهل تبصـرُ
فَـمِـنَ الغريب إذا ذكـرتَ خِصالــها وتـركـتَ فـيها جـمال الأمس يعبُرُ
ما عـدتُ أصبـرُ عـن حقائق خلـتْ عـنـي وعـنهـا فـهـلْ لقولها تذكرُ
مـا الـعيبُ إنْ لـبستْ لـباسـا وإنما عـيـبُ اللـبـاس عـلى البدائن يَجهرُ
أخـلاقـهـا مـلأتْ عـيـونـي غيـرة وكـأنـه صبـح نَسِيمُهُ يُسْــمِـرُ
هـلْ لــي بـحرف مـن كلامها علّني أتـذكّــر الأسـماء إنـي مُـسـافرُ
فـوجـدتُ فـيهـا صـراحة وبشاشـة لـو ظـلّ وقـتـها للـكلام سأسهــرُ
ورأيـتُ فـضلـها للمـحـاسـن سابق سبـْق الـشروق عـن الغـروب يُباشرُ
عـامٌ تـفـوح بـعطـرهـا وتصونـُهُ عـن آخـريـن تـوسـّلـوا وتحصّرُوا
وبـَدَتْ شُـموع الـحب فـي لمعآنها فـتفـتّحـتْ بـِهِمَـا بصائـر يَعْمُــُر
ووقـفْـتُ أحسـبُ للفراق وحيرتـي تـزْدادُ شييئــا بـلْ غـَدَتْ تَتَوَتّـرُ
إنّ الـحيـاةَ غــريبــة وجـميلــة أنـتِ الـجمـيلـة والـغريب يغـادرُ
مـنـي إلـيهـا نـصيحـة مـختـارة مـتـبـوعـة بـتـحـيـة تـتعـطّـرُ
إنْ كـان عـشـقهـا للـحيـاة مـحبة فـي الآخَـرَيـنَ فـأهـلهـن نَـوَادِرُ
و َإذا أَرَدْتِ فـأيـقِـــني الـمـال فيها إن الرّجـال بـِـمَالـِهِمْ فالأكْـثَرُ
أنتِ الأمــانـةُ فـي الـمنازل ريْـثَما يأتـي الأمــينُ إلـى الأمانـةِ عَابِرُ
فَـصُـنِ الأمانـة وانْـهضـي مِـن أجلها إنّ الـخيانــةَ للـمسائــل تَظْـهـرُ
صــلى الإلـه عـلى النذيـر المصطفى وبآلـــه وبصــحبــه تتـــيسـرُ
كــل الأمــور بـِمُرّهــا وبـحلوهـا ونـكـون أفـضـل مـا نكون صوابِرُ
صاحب الخواطر: عبد الله بلبالي