رسول الهدى
طــــيب الطيب رفيع المقام رسول الهدى عليك مني ســلام
يا خيــر خـــــلق الله قد يقصر في حقـــك الكـــلام
وتعجـــز دون وصفك الألسن وترتج رهبا في اليد الأقــــلام
ما امــــــرأة مثلك ولدت ولا مثلـــك تعرف الأيــــام
بمولدك استبان حق من باطــل وبذكرك انمحت من القلب أسقــام
ولأجلك خلق الوجــود من عدم ولك انشـــق القمر إكـــرام
من مسكك تعطـــرت البطحاء ومن نورك استضاءت الأجــرام
ميزت في خــــلق وفي خلق فكانت لك من الزيــــغ الصمام
بعـــــثت للناس هاديا ونذيرا وكانوا قبلك في الجـــهالة هيام
فأخرجتــهم إلى ســـعة ونور وكانت قبـــــلك حياتهم ظلام
بك مثل الأخــــــلاق اكتملت ومن دون هـــديك هي انعدام
من أســـــماء الله لك صفات حلـيم كريـــم رءوف و سلام
فأنــت هدى الله لخـــــلقه وأنت للرســـل الهادين الختام
وأنـــــــت للحسن مفرده بل أنت القـــــــمر التمام
والجود فيك أصـــــل متأصل ومن نبعك نهـــل الـــكرام
وأنــــــت الرجاء والمرتجى ليـــوم حشر والناس قيـــام
أميــن مأمون مؤتمن مؤمـــن عـــدل مقسط قولك أحـــكام
حديثــك عــن الهوى منــزه وقول الحــق في يدك حســام
صــبوح مشرق منيــر زاهـر نذيـــر وبشير للعالمين إمــام
علـــوت شانا بين الخلائق كلها قبل أن تؤتى من السماء الزمــام
الدين عندك قســــط وقسطاس لا شطط لا ظلـــــم ولا انتقام
والعهد عـــندك مسئول إذا أخذته والوفاء عندك واجــــب والتزام
ربيت جيـــــلا من الصحب هم لمسيرة الحـــــق رواد وأعلام
أشاعـــــوا الأرض نورا وعلما وكان الناس عن الحـــــق نيام
فسرى الفتح دواء في الـــــبدن وانضوت تحت لواء الحق أقـــوام
وانتصبت رايات الإســلام شامخة فاهتزت عروش وهوت أصنــــام
أنا الزهراء شجاني الشـــوق إليك فزيـــارة لروضك أو منــــام
ومـــــــعذرة حبيب الله إن أنا تاهــــت بي القوافي والأحــلام
فأنت مـــــــن أنت وأنا من أنا ولكن الهائم في هــــواك لا يلام
فـما للمسلمين بعدك استــــكانوا وضحكت من سفـــــههم الأقوام
رضوا بالخـــــلود إلى ارض ذل قهــــم بين الذئاب أغنــــام
خـنعوا فاختـــــــلفوا وتخلفوا فمـا هـدوا السبيــل وما استقاموا
تــعاوت في ساحاتــــهم الذئاب واستـــباحت بيضتهم اللــــئام
فما رعـــــوا مجــــدا لسلف ولا مجـــدا لأنفسهم أقامـــــوا
حنـــوا إلى جاهلية وقـــــبيلة فتــناحر وتقـــاتل وصــــدام
خانــــــــــوا عهد الله جهرة وفي كبــير الرذائـــل عـــاموا
فلا غـــــــد لقوم أضاعوا دينهم وافترشـوا الدنيــا وعليها نامــوا
ومــــا حياة عز إلا بقــــــوة بها يـــرد حــق ويجــار مضام
استخــــفهم الكفـــر لضعف فهم فجاء من خشــاش الأرض رســام
يـــرنو إلى السمـــــاء يطولها كيف تجــرا على العظيم أقـــزام
جاء يســـعى لنيــــل مجـــد والمــجد كلـــه لمحمد تـــوأم
عتــــل زنيم افاك ملــــــعون تـبت يــداه لا نـــال مـــرام
فمــــا لنـــباح الكلاب من صدى ومــا لعـــوج النبــال إيــلام
ومعـــــذرة لأســـــد الإسلام في أرجــــاء الكـــــون قاموا
لاستــــرجاع مجد أضاعه السفهاء وللدهـــر من الخـــائن انتقــام
ومعـــذرة قوافــــل الشهداء فبكم يعــــــــاد يوما للقدس سلام