بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين
امابعد:.
.:نتائج الحكم العثماني للوطن العربي:.
اولا:التخلف وتعطيل الدور الحضاري للامة العربية:.
في الوقت الذي كان فيه العرب قد اسسوا اعظم حضار عربية عرفها العالم في العصور الوسطى فان العثمانيين ما ان وطئت اقدامهم الوطن العربي في القرن السادس عشر الميلادي حتى عملوا على زيادة تمزيق عرى الوحدة السياسية التي كانت تربط بين ابناء الوطن وتجاهلوا دور العرب الاوائل في تاريخ الحضارة الانسانية واهملوا اللغة العربية وظهر هذا التأثير واضحا في التعليم والزراعة والصناعة والادارة وقد ادى ذلك الى طمس معالم الحضارة العربية واثر على الدور الحضاري للامة في الوقت الذي كان فيه العالم وخاصة اوروبا تستفيد وتطور الحضارة الحضارة العربية بتحقيق نهضتها الحديثة.
ثانيا:ابرام العثمانيين المعاهدات والاتفاقات مع بعض الدول الاوروبية:بعد سيطرة العثمانيين على الوطن العربي انصرفوا الى جمع الاموال واهملوا الاصلاح بينما ظهرت النهضة في اوروبا وبدأت نتائجها تؤثرفي العلاقات بين العثمانيين والاوروبيين الذين طمعوا في الوطن العربي وتحرك فيهم الحقد الصليبي فبدأوا في محاولة الحصول على موطئ قدم وجاء ذلك عن طريق الامتيازات والمعاهدات التي عقدت مع الدولة العثمانية وقد ظهر ذلك واضحا في منح بعض الدول الاوروبية الامتيازات والتنازل لها عن اجزاء من الوطن العربي.
أ.منح الامتيازات الاجنبية: عرفت الدولة العثمانية الامتيازات الاجنبية بداية من سنة 1536 م والتي جاءت على اثر تحالفها مع فرنسا التي تحصلت على عدة مزايا سياسية واقتصادية داخل الاراضي والمياه التابعة للدولة العثمانية ومنها:.
1.حرية التجول والاقامة لرعايا فرنسا.
2.حرية التجارة دون دفع اي ضرائب.
3.تدخل القناصل في شؤون القضاء.
وقد استفادت الدول الاوروبية من هذه الامتيازات واخذت تتسابق على الاقتداء بفرنسا في عقد معاهدات للامتيازات واستغل قناصل الدول هذه الامتيازات بالتدخل في الشؤون الداخلية للولايات وعزل الولاة وسيطر الاوروبيون على الاقتصاد والخدمات.
ب.التنازل عن اجزاء من الوطن العربي: قد ظهر على العثمانيون في القرون التالية الضعف والانهيار مما ادى الى فقدان معظم ولاياتها العربية في القرن التاسع عشر الميلادي ولم تستطع الدولة العثمانية الصمود امام الاطماع الاوروبية فبدأت تتنازل عن هذه الولايات لكل من بريطانيا وفرنسا وايطاليا واسبانيا.
واوضح مثل على ذلك تنازل الدولة العثمانية عن ولاية طرابلس الغرب لايطاليا بعد الغزو الايطالي فعقدت معها معاهدة اوشي لوزان سنة 1912 م وقامت بسحب قواتها وتركت الشعب العربي يقاوم الاستعمار الايطالي بمفرده وما ان قامت الحرب العالمية الاولى حتى كانت الدولة العثمانية قد فقدت جميع ولاياتها العربية وتنازلت عنها تاركة هذه الولايات ترزح تحت الاحتلال البريطاني والفرنسي والايطالي ونتج عن هذا التنازل في مابعد ظهور الكيان الصهيوني في فلسطين.
والخلاصة ان السيطرة العثمانية على الوطن العربي دامت نحو اربعة قرون من سنة 1516 م الى سنة 1918 م وقد كان لذلك نتائج عدة تداخلت مع بعضها البعض في صور سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية كانت من الاسباب المباشرة في وقوع الوطن العربي تحت الاستعمار الغربي خلال القرنين التاسع عشر والعشرين.
لا معنى لموضوع بدون ان تعطروه بردودكم