أمي الحبيبة : اليوم أنا في حضنك , وغداً في أحضان التراب , أماه لا تحزني ولا تبتئِسي , فلن ننال الحرية إلإ إذا ضحينا بأرواحنا
فداء للوطن , أودِعُكِ وكلي أملٌ أن تعلوا الإبتسامة وجهكِ عند سماعكِ للخبر .. أماه سامحيني فكل ما يصيبنا هو اسجابة للقدر ,
أحبكِ أمي , وسأنتظر لقائي بكِ في جنات الخلد ... وداعاً وإلى اللقاء ...
ابنكِ حسام .
أغلقت الرسالة , ورفعت رأسها للسماء باسمة , فبعد مرور كل تلك السنين لم تستطع نسيان لحظاته الجميله بقربها
كم كان حنوناً بتعامله معها و مع أخوته الصغار , كان الأب والأخ والصديق , كان جميع أمهات الحي يحسدونها عليه
ودائماً ما تسمع المديح بأخلاقه العالية , لأن له فضل كبير عليهم جميعاً , لم يحرم أحدهم يوماً من مساعداته التطوعيه
وكانت كل أم تتمناه زوجاً لإبنتها , يتخاصمون أحياناً , وأحياناً أخرى يتفقون , و هو يضحك من أفعالهن , لأنه
لا يفكر بالزواج حالياً , فكره محصور بتحرير وطنه من يد الأعداء .
وهكذا رحل حسام , وترك القلوب حزينةً لفراقه , متأملة بلقائه في جنات الخلد .
انتهت .